تسعى مجموعة روتانا الفندقية ـ التي تدير أكثر من 100 فندق في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا ـ إلى تعزيز تواجدها في السلطنة مستفيدة من حالة النمو المتسارع وازدهار المشهد السياحي، وبحسب ما اوضح ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا في حوار خاص مع (عالم الاقتصاد والاعمال) فان المجموعة وقعت عقودا لإضافة نحو 1,600غرفة فندقية في تسعة فنادق بما في ذلك افتتاح فندق في مشروع الموج، وفنادق سنترو في مناطق متفرقة من السلطنة.
كيف تنظرون إلى واقع ومستقبل السياحة في السلطنة؟
تقدمت السلطنة بخطى ثابتة ومدروسة في مسيرتها لتطوير القطاع السياحي ليصبح اليوم أحد أهم مصادر الناتج المحلي الإجمالي. ولعل ما يميزّ تطور السياحة في عُمان هو الأسلوب التي اتبعته الحكومة الرشيدة لتعزيز القطاع ، فمن جانب أولت اهتماماً كبيراً في الحفاظ على تراث السلطنة وإتاحة المجال أمام السياح للتعرّف عليه والاستمتاع بما تحظى به عُمان من مقوّمات سياحيّة متنوعة وجديرة بالاهتمام. ومن جانب آخر عملت على الارتقاء بالقطاع من خلال تطوير البنية الأساسية وتنفيذ عددٍ من المشاريع الكبرى بهدف مواكبة النمو المطرد والتغييرات المتنامية التي تشهدها الحركة السياحية وقطاع الضيافة.
وأعتقد أن القطاع السياحي سيشهد نمواً أكبر خلال المستقبل بفضل المبادرات المختلفة التي تطلقها الحكومة لزيادة عدد السياح الزائرين سنويًا بحلول 2020 ليصل إلى 2.7 مليون زائر، وزيادة القيمة المضافة لقطاع السياحة من 0.749 مليار ر.ع إلى 1.050 مليار ر.ع على الأقل بحلول 2020 وفقا لأحدث الدراسات التي أجرتها وزارة السياحة. ولتحقيق ذلك، تتطلع الحكومة إلى تعزيز تعاونها الوثيق مع القطاع الخاص في القطاع السياحي لتصل استثماراته إلى 1.8 مليار ريال عماني بحلول 2020، وزيادة عدد الشاغلين الجدد للوظائف التي يوفرها قطاع السياحة إلى 45,900 وظيفة.
ما هي المميزات التي تعزز حضور السلطنة على خارطة السياحة في المنطقة كلاعب أساسي؟
تنفرد عُمان بتنوّع جغرافيّ استثنائي يؤهلها لجذب كافة أنواع السياح سواء كانوا راغبين في قضاء إجازات عائلية أو الاستمتاع بمختلف أنواع المغامرات والرحلات البيئية والثقافية؛ حيت تزخر البلاد ببيئة طبيعيّة غنيّة، ومواقع تراثية عدة مدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي وفقاً لمنظمة اليونسكو، وشواطئ وصحاري مترامية. وقد أصبحت كافة أنظار السياح والزوار تتجه إلى السلطنة نظرا لما تحظى به من استقرار وأمن استثنائي يؤهلها للانضمام إلى أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم خاصة في ظل الجهود التي تبذلها وزارة السياحة مدعومة بمختلف الجهات المعنية، لتوظيف كلّ هذه المقوّمات لبناء وجهات فريدة، وها هي اليوم تحتل مكانة رائدة على خارطة السياحة الدولية. وتظهر جلياً هذه المقومات الفريدة من خلال السمعة الطيبة التي تتمتع بها السلطنة وفقا لأحدث التقارير والتصنيفات الدولية المختلفة حيث جاءت السلطنة في المركز الرابع عالمياً من حيث الأمان وفقا لمؤشر الأمان العالمي وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017. كما صُنفت مسقط ضمن أكثر ٧ مدن يفضل زيارتها وفقا لأحدث تقرير منشور على موقع سي إن إن (CNN).
كيف يمكن أن يساهم القطاع الفندقي في تعزيز النمو السياحي في السلطنة؟
يلعب القطاع الفندقي دوراً مهماً في تعزيز المسيرة التنموية للقطاع السياحيّ من خلال تقديم خدمات ضيافة على أعلى مستوى من الجودة تلبي تطلعات السياح والزوار بمختلف فئاتهم. فكلما ارتقينا بالخدمات والعروض التي يقدمها قطاع الضيافة كلما زاد النمو السياحي على المستويين الداخلي والخارجي. كما أرى أن قيام الفنادق بتوسيع مرافقها الترفيهية والخدمية وتعزيز قدرات وإمكانات موظفيها وصقل خبراتهم من شأنه تعزيز حركة السياحة أيضاً وارتفاع نسب الإقبال.
وكإحدى الشركات الرائدة في إدارة الفنادق، يتمحور دورنا في روتانا حول مواصلة جهودنا الدؤوبة من أجل التسويق والتعريف بالمقوّمات السياحيّة للسلطنة عبر مكاتب مبيعاتنا العالمية الموزعة في الأسواق السياحية الرئيسية حول العالم. كما أننا نرصد ميزانيّات خاصة للمشاركة في الملتقيات والمعارض الدولية حول العالم ولتنظيم ورش عمل ميدانية في الأسواق العالمية المصدّرة للسياح والتي نقوم من خلالها بالترويج لخدماتنا المتميزة إضافة إلى تسليط الضوء على البلد كوجهة سياحية فريدة.
حدثنا عن حضور مجموعة روتانا في السلطنة وما هي أبرز مشاريعها وخططها؟
منذ افتتاحنا لمنتجع صلالة روتانا في شهر مارس من عام 2014 كأكبر فندق منفرد في السلطنة من فئة الخمسة نجوم يضم 422 غرفة فندقية، ونحن نتقدم بخطى واثقة نحو التوسع في سوق السلطنة. وجاء افتتاح فندق سندس روتانا بسعة 215 غرفة ليعزز من تواجدنا ومكانتنا في عُمان ويزيد من العدد الإجمالي لغرفنا الفندقية إلى 637 غرفة. كما لدينا خططاً توسعية خلال المرحلة المقبلة نسعى من خلالها الاستفادة من النمو الاقتصادي المتسارع وازدهار المشهد السياحي في السلطنة، حيث هناك العديد من المشاريع الجديدة قيد التنفيذ. فقد وقعنا فعلياً عقود بإضافة أكثر من 1,600 غرفة فندقية بالسلطنة في تسعة فنادق مختلفة بما في ذلك افتتاح فندق في مشروع الموج مسقط خلال 2020. كما سنقوم بافتتاح عددٍ من فنادق سنترو في مناطق متفرقة من السلطنة لنقدم أفضل خدمات الضيافة التي تناسب الجيل الجديد من المسافرين لأغراض تنفيذية والذين يبحثون عن الراحة والطابع العملي بأسعار معقولة.
كم يبلغ اجمالي الغرف الحالية وماهي خططكم على المنظور القريب؟
على مستوى السلطنة، ندير حالياً 637 غرفة في كل من فندق سندس روتانا مسقط ومنتجع صلالة روتانا، وسنقوم بإضافة أكثر من 1,600 غرفة فندقية بالسلطنة في المستقبل. كما سنواصل التزامنا الذي قطعناه على أنفسنا منذ دخولنا إلى السوق العُماني بالمساهمة بدورٍ فاعلٍ في تحقيق الاستراتيجية التي وضعتها السلطنة لقطاع السياحة وتعزيز مستوى تنافسيته على المستوى العالمي من خلال تنويع اقتصادها الوطني وإضافة 20 ألف غرفة فندقية خلال ثلاثة أعوام.
ما هي الأسواق التي تستهدفها المجموعة؟
بعد النجاح الذي حققناه على مستوى المنطقة، قمنا بإجراء دراسة دقيقة لحركة السياحة العالمية ولدينا خطة خمسية للتوسع في أسواق جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة تضم عدداً من المدن الأوروبية الرئيسية مثل لندن وجنيف وباريس وبرشلونة وفرانكفورت. كما نسعى أيضاً إلى التوسع والتوجه نحو دول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي مثل أذربيجان، جورجيا وغيرها من الدول سيتم الاعلان في الوقت المناسب. ولدينا الآن 47 فندق في مراحل مختلفة من التطوير والإنشاء موزعة على 26 مدينة في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا. ونعتزم افتتاح 13 فندقاً قبل نهاية عام 2018، لتضيف بذلك 3,877 غرفة إلى محفظتنا الحالية.
حدثنا عن أداء المجموعة بصورة عامة وخططها المستقبلية؟
تدير المجموعة حالياً أكثر 100 فندق في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا، ونسعى إلى توسيع رقعة انتشارنا في المستقبل لتشمل قارة أوروبا وبعض الدول الآسيوية مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا التي باتت ضمن أسواق السفر والسياحة والواعدة على مستوى العالم. كما نقوم في الوقت الراهن بالتخطيط لمرحلة مقبلة من النجاح والنمو حيث نعتزم خلال الفترة المقبلة لتعزيز قيمة محفظتنا الفندقية لتصل إلى ما يقارب 2.6 مليار ريال عُماني بحلول 2020. حيث تضم محفظة المجموعة حالياً 47 فندق في مراحل مختلفة من التطوير والإنشاء موزعة على 26 مدينة في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا. ونعتزم افتتاح 13 فندقاً قبل نهاية عام 2018، لنضيف أكثر من 3,500 غرفة إلى محفظتنا الحالية التي تضم 15,000 غرفة فندقية.