يبدو أن أداء وول ستريت في نهاية الأسبوع الماضي قد منح روح الإلهام إلى أسواق الأسهم في أسبوع التداول الجديد حيث ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية كما كانت أسواق الأسهم الأوروبية تبدو إيجابية في لحظة كتابة هذا التقرير. ويبدو أن التقرير “المثالي” للوظائف الأمريكية كان عاملا محفزًا لتحسين معنويات المخاطرة، حيث وفرت الطبيعة المتباينة لتقرير الوظائف في شهر يونيو منصة لدعم الدولار الأمريكي وفي الوقت نفسه تشجيع ثيران الأسهم لأن نمو الوظائف يعتبر ملمحًا من ملامح تحسن صحة الاقتصاد، ولكن النمو الفاتر للأجور يشير إلى أن وتيرة تغيير السياسة النقدية من جانب البنك المركزي الأمريكي ستكون بطيئة.
وفي ظل أن كل من الأسواق الآسيوية والأسواق الأوربية قد استهلت أسبوع التداول الجديد على ارتفاع، كما يبدو أن المستثمرين متفائلون بشأن التوقعات الحالية للاقتصاد العالمي، يمكن أن تكون وول ستريت في طريقها للارتفاع بعد ظهر اليوم.

بقلم/ لوكمان أوتونجا، محلل الأبحاث في FXTM
أنظار أوبك تتحول إلى نيجيريا وليبيا
من اللافت للنظر بشدة كيف أن استثناء بعض بلدان منظمة أوبك من الالتزام باتفاق خفض الإنتاج قد أدى لتأثير سلبي على إنتاج المنظمة بأسرها، حيث قفز إنتاج أوبك في شهر يونيو إلى أعلى مستوياته في عام 2017. وفي ظل أن زيادة الإنتاج من نيجيريا وليبيا، المعفيين من الالتزام باتفاق خفض الإنتاج، يهدد بعرقلة الجهود التي تبذلها بقية بلدان المنظمة لإعادة التوازن للأسواق، يمكن أن يظل سعر النفط تحت ضغوط. وهناك تقارير تفيد إمكانية أن تطلب منظمة أوبك من كلا من نيجيريا وليبيا خفض إنتاجهما من النفط وفي حين أن ذلك قد يتم تفسيره بأنه خطوة يائسة، ولكن زيادة الإنتاج من كلا البلدين هو أمر لم يكن مأخوذًا في الحسبان عندما وافقت أوبك على مد أجل اتفاق خفض الإنتاج. وفي ظل أن ديناميكيات تخمة المعروض ما تزال تؤثر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على عقول المستثمرين، ما يزال سعر النفط تحت ضغوط لأن تخمة المعروض ما تزال هي أشد العوامل تأثيرًا فيما يتعلق بتقلبات الأسعار.
الدولار يستعيد عافيته
وقف الدور الأمريكي صامدًا خلال جلسة التداول اليوم الاثنين مع استيعاب المستثمرين للتقرير المتباين للوظائف الأمريكية في شهر يونيو. فصحيح أن القراءة الكلية المبهرة لعدد الوظائف والذي بلغ 222 ألف وظيفة قد أدى لتحسن المعنويات تجاه الاقتصاد الأمريكي ودعم التوقعات بشأن قيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة، ولكن النمو الفاتر للأجور قد أثار القلق بشأن استمرار انخفاض التضخم لفترة طويلة من الزمن. وعلى الرغم من أن تقرير الوظائف “المثالي” قد يكون عاملا مشجعًا للمستثمرين المضاربين على ارتفاع الدولار، ولكن التحرك الصعودي للعملة الأمريكية ما يزال يواجه عقبات حيث إن المستويات المنخفضة للتضخم تشير إلى أن وتيرة تغيير السياسة النقدية من جانب البنك المركزي الأمريكي ستكون بطيئة. وفي ظل أن المفكرة الاقتصادية تبدو خفيفة نسبيًا اليوم، قد تحدد حركة السعر إلى أين يتجه مؤشر الدور الأمريكي حيث يستهدف الثيران مستوى 96.40.
وسوف يصب المستثمرون قدرًا كبيرًا من اهتمامهم على الشهادة التي ستدلي بها رئيسة البنك المركزي الأمريكي جانيت يلين يومي الأربعاء والخميس لمحاول معرفة متى سيقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض ميزانيته ورفع أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2017. وسيكون من المثير سماع رأي جانيت يلين بشأن أحدث بيانات الوظائف والتضخم وما إذا كانت ما تزال متمسكة بوجهة نظرها التي تصب في اتجاه تشديد السياسة النقدية.
السلع تحت المجهر – الذهب
تعرض الذهب لضغوط بيع جديدة اليوم الاثنين حيث تأثر المعدن الذي لا يدر أي عائد بزيادة قوة الدولار الأمريكي وتزايد احتمالات تشديد السياسة النقدية حول العالم. وفي ظل أن القراءة المتباينة لتقرير الوظائف الأمريكية لشهر يونيو تدعم التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي يمكن أن يقوم برفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، يبدو أن دببة الذهب قد عادوا للظهور من جديد. وسيكون من المثير رؤية كيفية تفاعل الأسعار مع مستوى الدعم عند 1200 دولار وإذا كان من الممكن أن يستغل المشترون هذه الفرصة لدفع المعدن للارتفاع. ومن المنظور الفني، يتعرض المعدن الأصفر لضغوط بيع متزايدة على الرسم البياني اليومي. ويمكن أن يؤدي الاختراق تحت مستوى 1214 دولار لتمهيد الطريق أمام استمرار الهبوط نحو مستوى 1200 دولار.